الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالظاهر أن الحسابات البريدية التي يطلب هؤلاء العملاء خدمة إدخال بياناتها، أنها من الحسابات الوهمية التي تستغل في الغش والتدليس المعتمد على كثرة عدد الحسابات! ولذلك فإن الشركة المستضيفة تحدد عددا معينا من الحسابات التي يمكن للشخص إنشاؤها في اليوم الواحد.
وإن كان الأمر كذلك؛ فلا يجوز إنشاؤها، ولا الإعانة عليها بإدخال بيانتها، كما لا يجوز مخالفة شروط الشركة، وخاصة في مثل هذه الشروط التي تظهر مصلحتها، وتعرف مضرة مخالفتها. وانظر للفائدة الفتوى: 397183.
وأما في الأحوال العادية التي يباح فيها إنشاء الحساب، فلا يضر العامل فيها جهله بالغرض الذي أنشئ من أجله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: المجهول كالمعدوم، فإذا لم نعلم كان ذلك في حقنا كأنه لم يكن. اهـ.
ولكن إن ترجح بقرائن قوية احتمال أنها تُنشأ لغرض فاسد أو محرم، فيحكم حينئذ بالظن الغالب، ويمتنع عن العمل.
وانظر الفتوى: 401806.
والله أعلم.