الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، واعلم أن علاج الوسوسة ليس في تتبع الفتاوى والبحوث الفقهية، بل علاج الوسوسة هو بالإعراض عنها وتجاهلها، والسعي في علاجها بمراجعة المختصين النفسيين. وانظر الفتوى: 271810.
وأما مسألة اللحوم في بلاد أهل الكتاب: فقد ذهب بعض العلماء إلى إباحة تناولها ما دام لم يُعلم يقينا أنها مذبوحة بطريقة غير شرعية، وانظر الفتوى: 315898.
فينبغي لك العمل بهذا القول؛ لتسكن نفسك وتطمئن، فالموسوس يشرع له الأخذ بالرخص وأخف الأقوال وأيسرها؛ لئلا يزداد به الوسواس.
جاء في تحفة المحتاج، في شرح المنهاج للهيتمي: وفي الخادم عن بعض المحتاطين: الأولى لمن بلي بوسواس الأخذ بالأخف والرخص؛ لئلا يزداد فيخرج عن الشرع. اهـ.
وأما ما عُلم أنه من ذبائح غير أهل الكتاب -من الوثنيين وغيرهم-: فهي محرمة وتعتبر ميتة نجسة، وانظر الفتويين: 281236 - 451222.
وأما ما ذكرته من أوهام مسألة انتقال النجاسة: فهو من آثار الوسوسة، فالأصل في الأشياء هو الطهارة، ولا ينتقل عن هذا إلا ببينة يحلف عليها.
وعموما: فإنه يسعك الأخذ بأيسر الأقوال في مسائل انتقال النجاسة، مراعاة للوسوسة التي تعاني منها.
ونحيلك على تفصيل الكلام في مسائل انتقال النجاسة، وبيان ما للعلماء من رخص، إلى الفتاوى: 45775 - 154941- 116329.
والله أعلم.