الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنحن ننكر عليك جدًّا إساءتك الظن بجميع الناس حتى المتدينين منهم.
ونحبّ أن نقرر أن ذوات الخُلُق والدِّين كثيرات -بحمد الله-، ولو بحثت بصدق، وإخلاص، فستجدها ولا بد -بإذن الله تعالى-.
ووجود نوع من القصور أو بعض المشاكل، أمر طبيعي غير مستنكر، وقد كانت تنشب الخلافات بين الصحابة وأزواجهم، بل بين النبي صلوات الله عليه وأزواجه، كما أن كل أحد يخطئ ويذنب.
فعليك أن تسدِّد، وتقارب، وتختار للزواج من تعثر عليها ممن يرضى حالها دِينًا وخُلُقًا.
ولا تسئ الظن هكذا بالمسلمين؛ فإن الخير فيهم باق -والحمد لله-.
فتجرَّدْ من هذه المخاوف، ومن سوء الظن، وابحث بإخلاص وصدق عن ذات الدِّين، مستعينًا بالله تعالى داعيًا له أن يوفّقك لما فيه الخير.
ودعاء الله أن يرزقك زوجة صالحة من أهم تلك الأسباب، وإن لم تحضرنا مواقف من سير الصحابة في هذا الشأن، بيد أنه داخل في عموم الأمر بسؤال الله، ودعائه، واللجأ إليه، كما قال جل اسمه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}، والنصوص في هذا المعنى كثيرة.
وعليك أن تتوب إلى الله من الاستمناء؛ فإنه ليس حلًّا، ولا علاجًا، وهو محرم على الراجح، وإن الله لم يجعل شفاءنا فيما حرم علينا. وراجع الفتوى: 7170.
يسّر الله لك الخير حيث كان.
والله أعلم.