الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه أما بعد:
فالإسراف في الوضوء والغسل مكروه. قال البهوتي في شرح الإقناع: (وَيُكْرَهُ الْإِسْرَافُ فِي الْمَاءِ وَلَوْ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ) لِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّ عَلَى سَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: مَا هَذَا السَّرَفُ؟ فَقَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ إسْرَافٌ؟ قَالَ: نَعَمْ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ. انتهى
فعليك أن تعلم عمتك، وتبين لها حكم الشرع بلين ورفق، وتدعوها إلى الاقتصاد في الماء، وتبين لها الطريقة الصحيحة في الوضوء والغسل، ويمكن أن تفعل ذلك بالتدريج، ولا تزجرها، ولا تغلظ عليها، وبخاصة إذا كان ذلك ينشأ عنه مفسدة، بل ارفق بها، ولِنْ لها، وبين لها أحكام الشرع بالحكمة والموعظة الحسنة.
وإن عجزت، ولم تستجب لك؛ فليس عليك إثم -إن شاء الله-، وليس عليك الإنكار عليها بما يؤدي إلى مفسدة أكبر من فعل هذا الأمر المكروه.
والله أعلم.