الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهناك محاذير شرعية تمنع جواز الاستثمار بهذه الطريقة:
منها: عدم التحكّم في الإعلانات التي تعرض، وقد يكون من ضمنها الربا، والقمار، وغير ذلك مما لا يجوز له الإعلان له.
ومن المحاذير أيضًا: ضمان نسبة من الربح للمستثمر؛ ففي السؤال أنهم يقولون: (نضمن لك الحصول على 55% من مبلغ الاسترداد النقدي لكل عملية بيع. وتربح بين 25% إلى 35% من كل دولار تستثمره في الإعلان).
ومنها أيضًا: اشتمال المعاملة على الجمع بين السلف والمعاوضة؛ وذلك من خلال اشتراط الموقع الاستثمار عن طريقه.
وكذلك إقراض العميل 50 دولارًا للاستثمار، يردّها من أرباحه، وهذا المعنى منهيّ عنه شرعًا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحل سلف وبيع ... الحديث رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وقال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح.
وجاء في قرار مجلس المجمع الفقهـي الإسلامـي، في دورته الثامنة عشرة المنعقـدة بمكـة المكرمة: أن اشتراط الوسيط على العميل أن تكون تجارته عن طريقه، يؤدّي إلى الجمع بين سلف ومعاوضة ـ السمسرة ـ، وهو في معنى الجمع بين سلف وبيع المنهي عنه شرعًا في قول الرسول: لا يحل سلف وبيع … الحديث رواه أبو داود ـ 3/384 ـ، والترمذي ـ3/526 ـ، وقال: حديث حسن صحيح؛ وهو بهذا يكون قد انتفع من قرضه، وقد اتفق الفقهاء على أن كل قرض جر نفعًا، فهو من الربا المحرم. انتهى.
وعليه؛ فلا يجوز الاستثمار بنحو ما ورد في السؤال.
وسبل الكسب الحلال والاستثمار المشروعة كثيرة.
نسأله -سبحانه- أن يغنينا وإياك بحلاله عن حرامه؛ إنه سميع مجيب.
والله أعلم.