الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أخي أن الدنيا وما فيها من الشهوات لا تساوي غمسة في جنات النعيم فلا يغب هذا عن ذهنك.
وعليه؛ فإن أتتك الدنيا بكل زخرفها وكان في أخذها سخط ربك فانبذها نبذ الحذاء، وإذا ثبت هذا فاعلم أن المبلغ عن الله محمد صلى الله عليه وسلم قد حكم على كل نكاح ليس فيه ولي بالبطلان فقال: لا نكاح إلا بولي. أخرجه ابن حبان والحاكم، وصححه، وقال رسولنا صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له. رواه أحمد والشافعي والطبراني وأبو يعلى والحاكم.
فإن وافق أهلها فأقدم، وإلا فالنساء غيرها كثير، وثق بالله تعالى، وأنه سيعوضك خيراً، وانظر الفتوى رقم: 22277، وكلامنا هنا فيما إذا كانت هذه المرأة لا تعتقد عقائد كفرية، وإلا فلا يجوز الزواج بها، وكذا كلامنا في الولي، أي أنه لا يعتقد عقائد بدعية مفسقة أو مكفرة، وإلا فإن اعتقد ذلك فلا ولاية له على هذه البنت، وتنتقل الولاية إلى من يليه، بشرط العدالة، فإن لم يكن فالسلطان، وراجع الفتوى رقم: 1449، والفتوى رقم: 3539.
والله أعلم.