الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على إعجابك بموقعنا، وثقتك بنا، وكتابتك إلينا، ونسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق إلى ما فيه خير الدنيا والآخرة.
فالفارق في السن ولو كان كبيرا جدا؛ لا أثر له على صحة النكاح. فإذا تقدم لخطبتك هذا الشاب، فلا بأس بموافقتك على أمر الزواج، بل لا داعي للتردد أصلا بسبب ما بينكما من تقارب في العمر.
ولكن ينبغي قبل ذلك سؤال الثقات عنه، ولا تكتفي بما عرفت عنه من جميل الصفات، وإن من أولى ما يراعى من صفات الخاطب دينه وخلقه، كما في الحديث الذي رواه الترمذي، وابن ماجه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه، فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض. فإن أثنوا عليه خيرا، فاستخيري الله تعالى ليختار الأصلح لك.
وإن قُدِّر أن اعترض والداه، فيمكنه أن يحاول إقناعهما، فإن تيسر له ذلك، فالحمد لله، وإلا؛ فالأصل أنه يجب عليه طاعتهما، ما لم تعارض ذلك مصلحة راجحة، كما أوضحنا في الفتوى: 235444. وهذا من جهته هو.
وأما من جهتك أنت؛ فنوصيك بأن لا تجعلي هذا الأمر مثارا للقلق، بل فوضي أمرك إلى الله تعالى، وتضرعي إليه، وسليه أن ييسر لك الزواج من رجل صالح، سواء كان هذا الرجل أم غيره؛ فإنه سبحانه العليم القدير، قال عز وجل: لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا {الطلاق:12}.
وإن لم يقدر لك الزواج منه، فابحثي عن غيره؛ فيجوز للمرأة شرعا البحث عن الزوج الصالح، وعرض نفسها على من ترغب في زواجه منها بشرط مراعاة الضوابط الشرعية، وانظري الفتوى: 301777.
ويمكنك مراسلة قسم الاستشارت بالموقع، لتجد عندهم المزيد، وذلك من خلال الرابط التالي: www.islamweb.net/ar/consult/index.php
والله أعلم.