الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال الإمام القرطبي في تفسيره لهذه الآية: وقوله تبارك: تفاعل من البركة، أحسن الخالقين: أتقن الصانعين، يقال لمن صنع شيئاً خلقه، ومنه قول الشاعر:
ولأنت تفري ما خلقت وبعـ*ـض الناس يخلق ثم لا يفري
وذهب بعض الناس إلى نفي هذه اللفظة عن الناس، وإنما يضاف الخلق إلى الله تعالى، وقال ابن جريج: إنما قال: أحسن الخالقين لأنه تعالى أذن لعيسى عليه السلام أن يخلق، واضطرب بعضهم في ذلك، ولا تُنفى اللفظة عن البشر في معنى الصنع، وإنما هي منفية بمعنى الاختراع والإيجاد من العدم. انتهى.
وقال الشوكاني في فتح القدير: فتبارك الله أحسن الخالقين: أي استحق التعظيم والثناء، وقيل مأخوذ من البركة أي كثر خيره وبركته، والخلق في اللغة التقدير، يقال خلقت الأديم إذا قسته لتقطع منه شيئاً، فمعنى أحسن الخالقين أتقن الصانعين المقدرين. انتهى.
والله أعلم.