الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت تلك المرأة مشهورة بالخير، فلا إشكال في جواز متابعة صفحتها.
وإن كانت مشهورة بالفسوق أو نشر ما يصادم الشرع من الأفكار والسلوك، فإن متابعتها دائرة بين الكراهة والتحريم؛ لأن متابعتها ربما يظن أنها أمارة على الإعجاب بها والرضى بمسلكها، والواجب شرعا هو بغض ذلك في الله -تعالى- والإنكار حسب المستطاع والتحذير منه.
وفي متابعتها أيضا دعم لتلك الصفحات المنكرة، والزيادة في نشرها. كما أنك تعرضين نفسك للتهمة والريبة، ولا يؤمن أن تألفي منكراتها، وانظري للفائدة، الفتوى: 250345.
وننصحك أيتها الأخت السائلة بعد تقوى الله -تعالى- بأن تشغلي نفسك بمعالي الأمور، وأن تبتعدي عن سفاسفها.
وفي الحديث: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُورِ وأَشْرَافَهَا، وَيَكْرَهُ سَفَاسِفَهَا. رواه الطبراني في الكبير، ومعنى سفاسفها: أي رديئها.
قال ابن الأثير في النهاية: السفْساف الأمرُ الحقيرُ، والرديء من كل شيء، وهو ضدّ المعالِي والمكارِم. اهـ.
والإسلام ينتظر منك أن تكوني أيتها السائلة من أنصاره والداعين إليه، لا من الغافلين المشتغلين عنه بسفساف الأمور.
وانظري الفتويين: 47286، 65335.
والله أعلم.