الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
فالحسنة تمحو السيئة كما في الحديث، وكما هو نص القرآن: [إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ] (هود: 114).
وقوله صلى الله عليه وسلم عن الصلوات: يمحو الله بهن الخطايا.
وقوله: كفارات لما بينهن. رواه مسلم. إلى غير ذلك من الأدلة الدالة على أن الحسنة تمحو السيئة، لكن لم يرد أن السيئة تمحو الحسنة، إلا ما ورد في بعض الأعمال التي تحبط عمل الإنسان كالموت على الشرك. قال تعالى: [لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ] (الزمر: 65). وقوله صلى الله عليه وسلم: من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله. رواه البخاري. إلى غير ذلك من الأعمال، ولمعرفة هذه الأعمال، راجع الفتوى رقم: 41314.
وأما في غير هذه الأعمال فالسيئة لا تمحو الحسنة. قال في تحفة الأحوذي: قال القاري: ولأجل كمال الثواب وأعلى مراتب القبول، لأن السيئة لا تحبط الحسنة، بل الحسنة تذهب السيئة.
والله أعلم.