الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمنع من تفريغ تلك المواد الصوتية، ومنع أخذ الأجرة عليه، أو عدم المنع، ينبني على ما يترتب على قراءة مادتها.
فإن كان في قراءتها دعاية لأغنية محرمة، أو للفاسق الذي غناها، فإنه لا يجوز تفريغها؛ لأن هذا إعانة على المنكر، وترويج له، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ. {المائدة:2}.
وإن لم يكن في ذلك شيء من الدعاية، فلا نرى حرجا في تفريغ المقاطع، والانتفاع بما يكتسب من تفريغها.
وكم ذكر في كتب التراجم ونحوها من أسماء الظلمة والفسقة وأفعالهم، ولم يكن مجرد ذلك سببا في تحريم قراءة تلك الكتب أو نسخها، ونحو ذلك.
والله أعلم.