الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا الحدود التي يجوز للطبيب رؤيتها وكشفها من بدن المريض في الفتوى رقم: 23681.
ومنها تعلم أنه لا يجوز الاطلاع على عورات الرجال أو النساء، بدون ضرورة، وأن الضرورة تقدر بقدرها، ولا ريب أن اشتراط المستشفى خلع المرضى ملابسهم على النحو الذي ذكرت ليس من الضرورة التي تبيح لك الكشف أو الاطلاع.
وعليه؛ فإذا لم يمكنك الامتناع من رؤية العورات دون ضرورة فلا نرى جواز العمل في هذا المستشفى، ولو ترتب على ذلك حرمانك من الشهادة، فإن فقد الشهادة خير من فقد الدين، ولا يخفى عليك أن اطلاعك على النساء العرايا -مع ما فيه من الإثم قد يجرك للوقوع في الفواحش والعياذ بالله، ولذا فنصيحتنا لك أن تترك هذا العمل، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، علماً بأنه يمكنك الحصول على هذه الشهادة التي تريدها من مستشفى في بلد آخر يعترف بدراستك الجامعية السابقة، ولا تتعرض فيه للوقوع في ما حرم الله.
ونسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يوفقك إلى ما يحبه ويرضاه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم.