الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته الأخت يدل على أنها فعلاً صادقة مع الله في توبتها ومراقبتها له سبحانه في حركاتها وسكناتها ومشاعرها.
فنسأل الله لنا ولها الثبات على الاستقامة على دينه.
أما بالنسبة لسؤالها هل عليها إثم من شعورها بالسعادة من نظر رجل إليها نظرة إعجاب، فهذا الشعور من حديث النفس الذي تجاوز الله تعالى عنه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم لقوله عليه الصلاة والسلام: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به نفسها ما لم تعمل أو تتكلم. رواه مسلم.
ولا يلام الإنسان ولا يلحقه إثم من مثل هذا الشعور ما لم يسترسل فيه، وتطمئن إليه نفسه، أما إذا كان يبادر لدفعه عند أول حصول له -كما هو حال السائلة- فإنه -إن شاء الله- من الذين يصدق عليهم قول الله جل وعلا: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (لأعراف:201).
والحاصل أن على الإنسان أن يبادر في دفع مثل هذه المشاعر والخواطر حتى لا تكون قائداً له إلى الوقوع في ما بعدها، فإن العلماء يقولون: حارب الخاطرة قبل أن تكون فكرة، وحارب الفكرة قبل أن تكون عملاً، وحارب العمل قبل أن يصبح عادة وسلوكاً.
والشيطان له في إغواء الإنسان سبل وخطوات، والله عز وجل يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ(النور: من الآية21)، كذلك على الأخت أن تتجنب قدر استطاعتها أماكن تواجد الرجال والاختلاط بهم إلا للحاجة والضرورة، نسأل الله لنا ولها الثبات.
والله أعلم.