الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه العلاقات التي شاعت بين الشباب والفتيات بدعوى الحب والرغبة في الزواج؛ سواء كانت بعلم الأهل أو بغير علمهم؛ باب فتنة وذريعة شر وفساد، وكم أوقعت في مصائب، وأورثت ندماً وحسرة، ومن وقع في قلبه حب امرأة؛ فليس له أن يبادلها الكلام أو المراسلة، ولو كان الكلام في أمور الدين والتعاون على الخير، فقد يكون ذلك من استدراج الشيطان وخداع النفس الأمارة بالسوء، ولكن الطريق المشروع هو التقدم لأهلها لطلبها للزواج، فإن لم يتيسر لهما الزواج فعليهما أن ينصرفا عن هذا التعلق، ويسعى كل منهما ليعف نفسه بالزواج، ويشغل وقته بما ينفعه في آخرته ودنياه، وانظر الفتوى: 430774.
فإن كنت غير قادر على الزواج من هذه المرأة؛ فلا تشغل قلبك بها، واجتهد في تحصيل مؤنة الزواج، واستعن بالله تعالى ولا تعجز، وأكثر من الدعاء، فإنّه من أنفع الأسباب، واحرص على جوامع الدعاء وخاصة ما ورد في القرآن والسنة، مع مراعاة آداب الدعاء المبينة في الفتاوى: 441736، 412414، 458992.
والله أعلم.