الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه ليس من الرياء إخبارك بفائدة الصدقة لمصلحة تراها، لا حبا في مدح الناس أو نفعهم، بل رغبة في حث الناس على التصدق، وأن يقتدي بك من سمعك، فإن نية ذلك من الدلالة على الخير، ومثل ذلك التحدث بالنعم شكرا لله تعالى، فإن التحدث بالنعمة من شكرها، فقد قال ابن العربي في أحكام القرآن ـ 4 ـ 410: إذا أصبت خيراً أو علمت خيراً فحدث به الثقة من إخوانك... اهـ.
وفي تفسير الطبري ـ 24ـ 489: عن أبي نضرة، قال: كان المسلمون يرون أن من شكر النعم أن يحدث بها. اهـ.
ويدل لجواز إخبار العبد بعمله الصالح لمصلحة، ما في صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة.
والله أعلم.