الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالنهي عن المنكر من قواعد الإسلام الراسخة، ولم تستحق هذه الأمة وصف الخيرية بين الأمم إلا بقيامها به، كما قال تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ {آل عمران:110}.
لكن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قواعد وضوابط، ومن ذلك مما يتعلق بقصتك أن يستعمل الرفق ما أمكن، فكان ينبغي لك أن ترفقي بهذا الصبي وتليني له وتقولي له بهدوء إن الأذية غير جائزة شرعا ولو لحيوان، وإن امرأة دخلت النار في هرة حبستها، فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، ويتوقع عندئذ بأنه لم يكن ليجيبك بما أجابك به، بل كان سينتهي على الفور ـ إن شاء الله تعالى ـ
والخلاصة أن عليك أن تنهي عن المنكر بما تستطيعين، لكن عليك أن تتحري أمثل الأساليب وأبعدها عن الغلظة وأدعاها لقبول النصح.
والله أعلم.