الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت بالغا رشيدا؛ فلك أن تتصرف بمالك فتشتري سيارة أو غيرها، ولا يلزمك أن تستأذن والدك، وكذا يجوز لك السفر الآمن لمصلحة دون استئذان والدك، ولا يكون ذلك من العقوق، قال الهيتمي - رحمه الله - في الفتاوى الفقهية الكبرى: إذا ثبت رشد الولد الذي هو صلاح الدين والمال معا، لم يكن للأب منعه من السعي فيما ينفعه دينا أو دنيا. انتهى.
وراجع الفتويين: 457123، 22327.
لكن عليك برّ أبيك والإحسان إليه والسعي في استرضائه قدر استطاعتك، فحقّ الوالد عظيم، وبره من أعظم أسباب رضوان الله ودخول الجنة، ففي الأدب المفرد للبخاري عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: رِضَا الرَّبِّ فِي رِضَا الْوَالِدِ، وَسَخَطُ الرب في سخط الوالد.
وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب، أو احفظه. رواه ابن ماجه والترمذي.
والله أعلم.