الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان ما ذكرت هو واقع الحال بين أبيك وبين إخوته من الخصام، فهذا باب عظيم للشيطان قد يقود إلى البغضاء والبغي والعدوان، وقد قال الله تعالى: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا {الإسراء:53}.
وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا.
وينبغي الإكثار من الدعاء بأن يصلح الله سبحانه الحال، والسعي في إصلاح ما بين أبيكم وإخوته، فقد حث الشرع على الإصلاح وبين فضله، قال تعالى: لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا {النساء:114}.
وروى أحمد وأبو داود والترمذي عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا بلى، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين الحالقة.
وطاعة الأب وغيره إنما تكون في المعروف، ولا تحل طاعته في معصية الله، روى البخاري ومسلم عن علي ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة في المعصية، إنما الطاعة في المعروف.
وإن كان أبوكم قد أمركم بالقطيعة مع أعمامكم، فهذا أمر بالمعصية، فالأعمام من الأرحام التي تجب صلتها، وتحرم قطيعتها، فالذي نوصي به عدم قطع الرحم الواجب صلتها، والاعتذار لأبيكم بلطف وأدب.
وبخصوص الإعلان عن وفاة أبيكم، ووصية أبيكم بخصوصها، فهي وصية بأمر مباح، لا يجب تنفيذها، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 58460.
والله أعلم.