الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على حرصك على المحافظة على فريضة الصلاة، والبحث عن سبيل للخشوع فيها، وسبق أن بينا جملةً من الأمور التي تعين على الخشوع في الصلاة، فراجعي الفتوى: 48779.
وكثرة الانشغال أثناء الصلاة بغيرها، وشرود الذهن بعيداً عنها، لا يعني عدم رضا الله ـ عز وجل ـ عن صاحبها، وكلما اجتهدت في تحصيل أسباب الخشوع، التي سبقت الإشارة إليها، كلما كان ذلك معيناً لك على دفع مثل هذه الخواطر، والصوارف، وانظري الفتوى: 104425.
وتأنيب الضمير على التقصير، علامة خيرٍ، لكن ينبغي أن يستغل، ليكون دافعاً للهمة إلى طلب المعالي، والترقي في درجات الكمال، لا أن يكون باعثاً على اليأس، والقنوط من رحمة الله، فأحسني الظن بربك، واستشعري أن الله ـ عز وجل ـ أراد بك خيراً، بهذا التأنيب للضمير، وببلاء الخواطر، ليعظم أجرك، وترتفع درجاتك، روى أبو داود، والترمذي، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء، مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي، فله الرضا، ومن سخط، فله السخط.
ويجب عليك الحذر من أن يستغل الشيطان تأنيب ضميرك لك، ليدفعك لليأس، والقنوط، ثم التكاسل عن العمل، والوقوع في التفريط، فكوني على حذرٍ من ذلك كله.
والله أعلم.