الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما العادة السرية وترك الصلاة والانتحار فقد تكلمنا عنهم في فتاوى كثيرة، ولك أن تراجع أحكامها في كل من الفتوى رقم: 7170، والفتوى رقم: 1145، والفتوى رقم: 10397.
ثم إن كرهك لله وشعورك أن فعله فيه ظلم -حاشاه من ذلك- هو من أكبر الآثام، وأشد المعاصي، وأقبح الكفر، وفيه تكذيب لقول الله تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء:40]، وقوله تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [يونس:44]، وقوله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ [فصلت:46]، ثم كيف تدعي أنك في أمس الحاجة إلى رضا الله، وأنت لا تطيعه في أداء الصلاة أو ترك ما حرم عليك من العادة السرية، ثم ما فائدة تأهيلك لدخول كلية الإعلام، إن كان الله ساخطاً عليك.
فاعلم أخي أن الذي أنت فيه من أزمات نفسية وقلق وتفكير في الانتحار وغير ذلك إنما هو بسبب عصيانك لله تعالى، فقد قال الله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه:124]، فبادر إلى التوبة ولا تقنط من رحمة الله، فإن التوبة تسبب حب الله للعبد، قال الله تعالى: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة:222]، واحرص على أن لا تموت على الكيفية التي أنت بها، وأعلم أن الموت مباغت لا يعرف له وقت، ويدلك على ذلك موت الفجأة الذي وقع لصديقيك، فشد العزم للطهارة وأداء الصلاة وذكر الله وترك العادة السرية وفعل الخيرات كلها، وستلاحظ أنك صرت شخصاً آخر، وستشرق لك الدينا بعد ما كانت مظلمة عليك.
والله أعلم.