الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحري بالمسلم أن يكون متصفا بالأخلاق الحميدة فعلا وقولا، لقول الحق سبحانه: [وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ] (البقرة: 83). ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا. رواه الترمذي وحسنه.
وهذا مطلوب في التعامل مع الناس عامة وخاصة إذا تعلق الأمر بالوالدين، لأن أمرهما أشد وتوقيرهما وبرهما من أوجب الواجبات.
وعلى هذا، فالواجب على هذه الأخت التي نسب إليها هذا الخلق أن تتقي الله تعالى في تعاملها مع أمها، ولتعلم أن الله تعالى لما حرم التأفيف فمن باب أولى ما هو فوقه، قال سبحانه: [وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ]. (الإسراء: 23-24).
قال ابن كثير في تفسير قوله: "فلا تقل لهما أف": أي لا تسمعهما قولا سيئا حتى ولا التأفيف الذي هو أدنى مراتب القول السيئ، ثم إن من البر صلة كل رحم، ولا شك أن الكلام السيئ ونحوه عامل تنفير وهدم للصلات، وعلى السائلة أن تحاول دائما نصيحة أختها وحثها على ترك هذا الخلق المشين، وليكن بلطف ولين، فإن أفادت، فبها ونعمت، وإلا، فالصبر ومقابلة الإساءة إحسانا هو أفضل علاج في مثل هذه الحالة، ولمزيد من الفائدة، يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 1764 والفتوى رقم: 5443.
والله أعلم.