الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن ما يسمى بالنقوط، اختلف الفقهاء في تكييفه الفقهي، وما نرجّحه أن المرجع في ذلك إلى عُرْف الناس، وعاداتهم، ويمكن مراجعة الفتويين 203083، 332743. هذا أولًا.
ثانيًا: بناء على ما ذكرنا من اعتبار العُرْف والعادة في ذلك، فمن المحتمل أن يكون ما يدفع من النقوط من أجل الحماة؛ لكونها مَن تتواصل مع الآخرين، وتهدِي إليهم، ويحتمل أن تُدفَع النقوط من أجل الطفل، أو من أجل أمّه؛ فالعُرْف عندكم هو المعتبر في ذلك.
ثالثًا: ينبغي سلوك سبيل التفاهم، وسؤال أهل العلم والعمل بما تقتضيه فتواهم.
رابعًا: يتعين البُعْد عن طاعة الشيطان والعمل بما يدعو إليه من التفرقة والتباغض بين الجيران وذوي الأرحام؛ فقد قال الله تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {فاطر:6}، وقال تعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ {المائدة:91}.
ومن الخطأ سلوك سبيل العصبية، والتشنّج، وفتح باب للشيطان ليوغر الصدور، ويكون الخصام على النحو الذي حدث، وهذا أمر مؤسف.
خامسًا: إن كانت حماتك قد وصفت بكونك: "بتاع فلوس" تعيبك بذلك؛ فقد أخطأت خطأً بيّنًا.
والأولى بك أن تتغافل عن ذلك، وتتجاوز من أجل الهدف الأسمى، وهو حفظ حبال الودّ والألفة؛ لما بينكم من هذه العلاقة السامية التي بينك وبينها، وهي المصاهرة، وقد امتنّ الله عز وجل بها على عباده، فقال: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا {الفرقان:54}.
وينبغي الاجتهاد في أن تكون العلاقة بينكم على أحسن حال.
سادسًا: ترك زوجتك التحدّث مع أهلها لمدة أسبوع، إن لم يكن على سبيل القطيعة لهم، وإنما كعلاج للحالة النفسية التي هي فيها -كما ذكر بالسؤال-؛ فنرجو أن لا حرج عليها في ذلك، ولمزيد الفائدة، تراجع الفتوى: 166897.
والله أعلم.