الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا أن طاعة الوالدين تجب فيما فيه منفعة لهما، ولا ضرر على الولد فيه، وأنه ليس لأي من الوالدين إلزام الولد بنوع معين من اللباس والطعام ونحوهما، فلتراجع الفتوى: 427204.
فإن كان ما حدث من أمك من عدم الرضا بتصرفك لمجرد رفضك الاستجابة لها فيما ترغب فيه، فلا تكون عاقا بذلك، ولكن إن صدر عنك ما يؤذيها من أسلوب في الكلام والإغلاظ عليها ونحو ذلك، فلا شك في أن هذا عقوق تأثم به، وتجب عليك التوبة منه، والاعتذار لها.
وينبغي أن تجتهد في كسب رضاها على كل حال، وأن تتواضع لأمك ولا تعاملها بندية كما تعامل زملاءك، فالوالدان ليسا كغيرهما، وأن تؤثر ما ترغب فيه أمك على ما ترغب فيه أنت، ما دام لا ضرر عليك فيه، فنحسب أن الأمر أهون من أن يكون فيه مثل هذا العناد.
وفي الختام ننصح الوالدين بعدم التعسف في التعامل مع الأولاد، ومحاولة الضغط عليهم، واستغلال جانب الطاعة كوسيلة للضغط عليهم. والحرص على سلوك سبيل التفاهم ومحاولة الإقناع، فذلك خير وأفضل، وآمن للعاقبة.
والله أعلم.