الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم دليلًا شرعيًّا يبيّن عقوبةً معينةً لمن يتكلّم مع امرأةٍ متزوجةٍ، ويتغزّل فيها لتعلّقه بها، ولكن من سلك هذا المسلك؛ فقد فتح على نفسه بابًا من الشرّ، وأعان الشيطان على نفسه؛ ليقوده إلى ما لا يرضي الله تعالى، والشيطان يستدرج العبد إلى الفاحشة استدراجًا، بنقله من خطوةٍ إلى خطوةٍ؛ ولذلك حذّر الله سبحانه من مكره، وكيده، حيث قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ{النور:21}.
وما ذكر من الضغوط النفسية، والمشاكل مع الزوجة، لا يبرر ـ بأي حالٍ ـ الإقدام على هذه الأفعال القبيحة، والمنكرة.
واستشعارك لخطورة ما فعلت مع هذه المرأة من أعظم ما يعينك على حمل نفسك على التوبة، والرجوع إلى الله تعالى، هذا أولًا.
ثانيًا: صدق العزيمة في الرغبة في التوبة، والإنابة إلى الله، وعليك بالإقدام على التوبة حقيقةً، وتحقيق شروطها، وسبق بيانها في الفتوى: 29785.
ثالثًا: كثرة الدعاء، وسؤال الله عز وجل التقوى، والعفاف، روى مسلمٌ عن عبد الله بن مسعودٍ ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى. فهذا دعاءٌ يناسب هذا المقام، وكذلك حديث زيد ابن أرقم ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم آتِ نفسى تقواها، وزكّها أنت خير من زكاها، أنت وليّها، ومولاها.
رابعًا: الحرص على صحبة أهل الخير، وملء الفراغ بما ينفع في الدِّين، والدنيا؛ فوقتك أغلى من أن تضيعه فيما يجلب على نفسك سخط الرب تبارك وتعالى، فقد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباسٍ ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة، والفراغ.
والله أعلم.