الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل أن يحمل أمر المسلم على المحمل الحسن، لا سيما إن كان ممن عرف بالعلم والفضل، ولعل ما يوجد من شيء ينكر عليه قد وضعه من يتربص به للكيد له، ولعله من المناسب هنا استحضار قول عمر رضي الله عنه: ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المسلم إلا خيرا وأنت تجد لها في الخير محملا، هذا في القول، والفعل مثله.
ولا شك أن هذا الموقف يتطلب الكثير من الحكمة، ويختلف الحكم فيه باختلاف الحال، فإن علم عنه أو غلب على الظن أن لا يترتب محذور على مصارحته بما حدث، فالأولى حينئذ مصارحته، وإخباره بواقع الحال، بشرط أن يتخذ في ذلك أحسن الأساليب، ويبدأ له بتوطئة يبين فيها فضله ومكانته وحسن الظن به، وإن علم أو غلب على الظن تأثير ذلك عليه وحدوث أمر محذور، فالأولى في هذه الحالة التلميح بذكر قصة مشابهة يفهم منها المقصود.
وننبه إلى أنه لا يجوز التصرف في حق الغير إلا بإذن منه، سواء كان الإذن صريحا أم عرفيا.
والله أعلم.