الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن إيمان العبد لا يكمل حتى يكون الله ورسوله أحبّ إليه مما سواهما، كما في الصحيحين من حديث أنس -رضي الله عنه-: ثلاث من كنّ فيه وجد بهنّ حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه مما سواهما... الحديث.
وقال تعالى: قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ {التوبة:24}.
وعلامة تلك المحبة أن يلتذّ بطاعة الله تعالى، وأن يأنس بمناجاته، وتكون طاعته سبحانه أحبّ إليه من كل شيء، وهذا لا يوصل إليه إلا بالمجاهدة، والمصابرة، كما في الفتوى: 139680.
ولا ريب أن القيام للصلاة بتكاسل، وأداء العبادة باستثقال؛ دالّ على أن محبة الله تعالى لمَّا تكتمل، وأن العبد بحاجة إلى مزيد من المجاهدة لتقوية تلك المحبة، وغرس شجرتها في القلب.
وقد بينا الطرق المفضية إلى جلب محبة الله تعالى في الفتوى: 27513؛ فانظرها، وطبِّقْ ما فيها من الوسائل لزامًا، وجاهدْ نفسك حتى تكمل لك تلك المحبة بإذنه تعالى.
والزمْ ذِكْرَه سبحانه، ومناجاته، ودعاءه، والابتهال إليه بأن يجعل حبّه أحبّ الأشياء إليك.
والله أعلم.