الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلم يكن يلزمك أن تبقي أمّك عندك وحدك دون إخوتك؛ فرعاية الوالدة وخدمتها واجبة على الأولاد جميعا حسب وسعهم، وراجع الفتوى: 405169.
وما دمت قمت بما تقدر عليه من البرّ بأمّك؛ فلست آثما، وعلى فرض حصول تقصير منك في بر أمّك؛ فيمكنك تدارك ذلك بالدعاء، والاستغفار لها، والصدقة عنها، وصلة الرحم من جهتها، وإكرام صديقاتها.
قال النووي -رحمه الله- في فتاويه: ولكن ينبغي له بعد الندم على ذلك، أن يُكثر من الاستغفار لهما، والدعاء، وأن يتصدق عنهما إن أمكن، وأن يكرم من كانا يحبان إِكرامَه؛ من صديق لهما، ونحوه، وأن يصلَ رَحِمَهما، وأن يقضي دَيْنهما، أو ما تيسر له من ذلك. انتهى.
وانظر الفتوى: 18806.
والله أعلم.