الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن العفو عن الظالم من أفضل القربات، ومن أجل الطاعات، وثمرته لا تقارن بثمرة الانتقام من الظالم، ويمكنك أيضا مطالعة الفتويين التاليتين: 27841 419995. ففيهما بعض النصوص الدالة على فضيلة العفو عن الظالم.
والدعاء على الظالم، وإن كان مشروعا في الجملة، إلا أنه له ضوابطه التي تجب مراعاتها، ومن هذه الضوابط: الدعاء عليه بقدر مظلمته، وقد بينا ذلك بالتفصيل في الفتويين التاليتين: 227740 118283. فإذا تجاوزت الحد في أمر الدعاء عليهم، فإنك تكونين ظالمة، وكذلك الحال، فيما إذا قمت بالدعاء على من لم يظلمك منهم، كان هذا اعتداء، وظلما أيضا. فالواجب - حينئذ - التوبة النصوح، وبما أن الغالب أن يترتب على الاستسماح منهم في هذه الحالة الشحناء، والبغضاء، فيكفي الدعاء لهم بخير، كما ذكر بعض أهل العلم.
ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتوى: 127747.
ومن تاب، تاب الله عليه، فعلى المسلم التائب أن يحسن الظن بربه، ويكون على حذر من اليأس، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
وننبه إلى أن الغضب لا يتنافى مع أهلية التكليف، إن كان صاحبه يعي ما يقول.
قال صاحب الإقناع من الحنابلة: والغضبان مكلف حال غضبه بما يصدر منه من كفر، وقتل نفس، وأخذ مال بغير حق، وطلاق، وغير ذلك. اهـ.
والله أعلم.