الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلعل السائل يعني توبة المرتد، لا توبة الكافر الأصلي، فالمرتد هو الذي قد يُشكل أمره في بعض الحالات، حيث اختلف أهل العلم في قبول توبة بعض أنواع المرتدين، وخلافهم هذا إنما هو في ظاهر أحكام الدنيا المتعلقة بعقوبة المرتد.
وأما قبول توبته فيما بينه وبين الله، فليست محل نزاع، ولم يخالف في صحتها وقبولها أحد من أهل العلم، إن هو تاب في حياته قبل الغرغرة. وراجع في ذلك الفتوى: 442471.
وعلى ذلك؛ فإن افترضنا أن مسلما قال أو فعل ما يخرجه من الملة، ثم تاب إلى الله تعالى، ورجع إلى إسلامه، فلا إشكال ولا خلاف في قبول توبته. فما بالك إن كان الأمر لا يبلغ الردة، ولا يخرج من الملة؟
ناهيك عن أن يكون مجرد وسوسة يلقيها الشيطان في صدر صاحبها.
والله أعلم.