الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن ترك المسلم للمعصية خشية أن يصيبه الله بعقاب معجل في الدنيا؛ هو ترك مشروع مثاب عليه، والقرآن العظيم مليء بالنصوص التي تخوف العباد من العقوبات الدنيا العاجلة. ومن ذلك: النصوص التي فيها ذكر العقوبات التي أصابت الأمم السابقة.
وانظر في هذا الفتويين: 361885 - 192991.
واعلم أن ترك المعصية لا يفتقر إلى الإخلاص والنية للسلامة من عقوبة المعصية وتبعتها، وإنما يفتقر إلى النية في حصول الثواب والأجر على الترك، على أن بعض العلماء ذكر احتمالًا أن يثاب المسلم على ترك المعصية ولو دون نية، وراجع في هذا الفتويين: 332854 - 147019.
وأما معقابة العاصي بإمراض والده؛ فلا نعلم ما يدل عليه في الشرع، ومن سوء الظن بالله اعتقاد أنه يعاقب أحدا بغير جرم أو بجرم غيره.
قال ابن القيم في زاد المعاد: ومن ظن به أنه يغضب على عبده ويعاقبه ويحرمه بغير جرم، ولا سبب من العبد؛ إلا بمجرد المشيئة، ومحض الإرادة؛ فقد ظن به ظن السوء. اهـ.
وانظر للفائدة الفتوى: 251854.
والله أعلم.