الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتقبّل توبتك، وأن يثبّتك على الحق.
وسبق بيان حرمة العادة السرية، والأضرار المترتبة عليها، وكيفية الإقلاع عنها والتخلص منها في أكثر من جواب، وانظري مثلًا الفتوى: 21512، والفتوى: 7170.
وأما رؤية ممارسة العادة السرية في النوم، فلا يلزم منها شيء، ما لم ينزل المنيّ؛ لما رواه البخاري عن أم سلمة: أن أم سليم قالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة من الغسل إذا احتلمت؟ قال: نعم، إذا رأت الماء.
فضحكت أم سلمة، فقالت: تحتلم المرأة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فبمَ يشبه الولد؟
وقال مالك في المدونة: وَقَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ يَرَى فِي مَنَامِهِ أَنَّهُ يُجَامِعُ فِي مَنَامِهِ، فَلَا يُنْزِلُ، وَلَيْسَ الْغُسْلُ إلَّا مِنْ الْمَنِيِّ.
قَالَ: وَالْمَرْأَةُ فِي هَذَا بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ فِي الْمَنَامِ فِي الَّذِي يَرَى. انتهى.
وعلى ذلك؛ فلا يجب عليك الاغتسال، إلا إذا نزل منك المنيّ.
وأما عن التخلّص من ذلك الفعل السيئ وآثاره إذا كنت لا تزالين تفعلين ذلك الفعل المنكر، فمن أهمها: التوبة الصادقة التي تمحو ما قبلها، قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. رواه ابن ماجه، وحسّنه ابن حجر.
ومنها: دعاء الله عز وجل بِذُلٍّ وإلحاح -وخاصة في أوقات الإجابة- أن يصرف عنك هذا البلاء، وأن يرزقك العفاف، وأن ييسّر لك الزواج.
ومنها: سرد الصيام، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة، فليتزوّج؛ فإنه أغضّ للبصر، وأحصن للفرج. ومن لم يستطع، فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء. وانظري الفتوى: 33860، والفتوى: 52421.
والله أعلم.