الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن ييسر أمركِ، وأن يؤتيكِ من لدنه رحمة، وأن يهيئ لكِ من أمركِ رشدا، وجزاكِ خيرا على عنايتكِ بأبويكِ وإخوتكِ، واعلمي أن صاحب البر والمعروف مسدد موفق.
وأما ما سألتِ عنه حول الاقتراض بالربا من أجل شراء مسكن لأبويك؛ فجوابه: أن الاقتراض بالربا من المحرمات التي لا تباح إلا عند الضرورة المبيحة لارتكاب المحظور، وتعرفّ الضرورة بأنها بلوغ المكلف حَدًّا إن لم يتناول الحرام؛ هلك، أو قارب على الهلاك. ومن وجد مسكنًا يسكنه -ولو بالأجرة- وهو يطيق ذلك، لم يكن مضطرًا إلى الربا لتملكه.
ومن كان في بلاد إسلامية، قد يجد بدائل كثيرة عن اللجوء إلى الربا، تندفع بها حاجته، وتتحقق بها غايته؛ كمعاملة البنوك الإسلامية في شراء المسكن، أو بنائه، أو نحو ذلك من المعاملات المشروعة.
ومن اتقى الله كفاه، وجعل له من هَمِّه فَرَجًا، ومن ضيقه مَخْرَجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب. قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ { الطلاق: 2، 3}. وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.
والله أعلم.