الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنت مريضة ولا تستطيعين أن تتحملي ما يمكن أن يقوم به إخوتك عند ما تحاولين إصلاحهم، فليس يلزمك أن تفعلي ما تعلمين أنه سيجر لك الضرر، ولكن يمكنك أن تراسليهم كتابة وعبر الهاتف، وأن تقدمي لهم بعض الهدايا البسيطة حسب استطاعتك، وإذا أمنت حصول الأذى منهم فزوريهم، واعلمي أن قطع الرحم أمر شنيع في الإسلام ولا يليق بالمسلم، لما فيه من الوعيد الشديد، وليس معنى صلة الرحم أن تصلي من وصلك، فتلك مكافأة، وليست صلة، روى البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها.
واحتسبي الأجر من الله في هذا العمل، واعلمي أنه سبب لفوزك عليهم، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل وقال: يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت، فإنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك.
والله أعلم.