الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد كان الأليق بالسائلة أن تصبّ كل اهتمامها على مصيرها، وقبول أعمالها، وزيادة حسناتها، ومغفرة ذنوبها، وأن ترجو لغيرها من خير الآخرة ما ترجوه لنفسها؛ فإن ذلك بذاته حسنة، تنفع صاحبها عند لقاء الله عز وجل.
وأما رجاء حرمان أحد من حسنة أو ثواب في الآخرة؛ فهذا من دَغَل القلوب، الذي ينبغي مجاهدته، والتخلّص منه.
ولا يبرّر ذلك ردّ فعل سيئ من شخص، لعله لا يقصد الإيذاء، ولعله أن يكون معذورًا، وحتى لو لم يكن له عذر؛ فإن الأمر لا يبلغ المضارّة في أحوال الآخرة!
وعلى أية حال؛ فمجمل جواب سؤالك: أن الشخص لو استحقّ ثوابًا لكونه دلَّ على خير، أو دعا إلى هدى؛ فلا يملك المدعوُّ أن يقطع عنه هذا الثواب بأي شكل كان، لا بتجديد نية، ولا بغير ذلك، وإنما الأمر إلى الله تعالى الذي وعد بهذا الثواب، وهو -سبحانه- يؤتيه من يشاء.
والله أعلم.