الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله من فعل العادة الخبيثة، ومشاهدة المحرمات، وإقامة علاقة مع الرجال الأجانب.
والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه.
ومهما تكرر الذنب وتكررت التوبة؛ فهي مقبولة -بإذن الله-، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة:222}، قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: أي: من الذنب، وإن تكرر غشْيانه. انتهى.
ومن صدق التوبة: أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع الطرق الموصلة إليها، ويحسِم مادة الشر، ويحذر من اتباع خطوات الشيطان.
واحذري من تخذيل الشيطان وإيحائه لك باليأس، والعجز عن التوبة والاستقامة؛ فذلك من وسوسته ومكائده؛ فإنّ التوبة يسيرة -بإذن الله تعالى-، قال أبو حامد الغزالي -رحمه الله- في منهاج العابدين: فإن قلت: إنما يمنعني من التوبة أني أعلم من نفسي أني أعود إلى الذنب، ولا أثبت على التوبة، فلا فائدة في ذلك.
فاعلم أن هذا من غرور الشيطان، ومن أين لك هذا العلم؟ فعسى أن تموت تائبًا قبل معاودة الذنب.
وأما خوف العود .. فعليك العزم والصدق في ذلك؛ فبذلك تتخلص من ألم الذنب، وتكون بين إحدى الحسنيين، والله ولي التوفيق والهداية. انتهى.
فاستعيني بالله تعالى، وتوكّلي عليه، وجاهدي نفسك على الثبات على طاعة الله، والبُعْد عن ظاهر الإثم وباطنه، وكلما وقعت في إثم؛ فبادري بالتوبة إلى الله، والإقبال عليه.
واحرصي على مصاحبة الصالحات، وسماع المواعظ النافعة، واشغلي وقتك بما ينفعك، وأبشري خيرًا، وأحسني ظنّك بربك، وأكثري من ذِكْر الله ودعائه؛ فإنّه قريب مجيب.
ومهما يكن من أمر؛ فإياك أن تفكّري في الانتحار؛ فإنه من أكبر الكبائر، وعواقبه على العبد وخيمة، وراجعي بشأنه الفتوى: 10397.
ويمكنك التواصل مع قسم الاستشارات في الموقع عبر الرابط التالي: www.islamweb.net/ar/consult/index.php
والله أعلم.