الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإننا أوَّلًا: نهنئك على توفيق الله عز وجل لك أن أنجاك من الوقوع مع هذه المرأة في الفاحشة، وقد دعتك إليها، وهي ذات جمال -كما ذكرت-؛ فاشكر الله على هذه النعمة: بالاجتهاد في سلوك سبيل الاستقامة، واجتناب سبل الغواية، ولدينا فتاوى متضمنة لتوجيهات، تفيدك في هذا الجانب، نحيلك منها على الفتاوى: 12928، 1208، 10800.
وما حدث منك معها من الكلام، والنظر، ونحو ذلك؛ لا شك في أنها أمور منكرة، ومن الوسائل للزنى.
ونرجو أن تكون قد كفّرها الله عنك باجتنابك الزنى، فقد قال تعالى: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا {النساء:31}، قال ابن كثير في تفسيره: أي: إذا اجتنبتم كبائر الآثام التي نهيتم عنها، كفّرنا عنكم صغائر الذنوب، وأدخلناكم الجنة; ولهذا قال: (وندخلكم مدخلًا كريمًا). انتهى.
وقد تكفّر هذه الصغائر بالحسنات بعدها، وغير ذلك من المكفّرات، وسبق لنا ذكر بعضها في الفتوى: 345061.
فلا داعي للقلق، ولا تلتفتْ إلى ما مضى، بل أحسِنْ فيما يُستقبَل.
وفي مثل هذا المسلك الذي سلكتَه معها خيانة لزوجها وأهلها؛ سواء كانت هي البادئة أم لا، ولكن يكفيك فيه أن تُكثِر الدعاء لهم بخير، لا أن تستحّل أحدًا منهم؛ ففي الاستحلال مفاسد عظيمة، وراجع كلام أهل العلم في الفتوى: 122218.
والله أعلم.