الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس للزوج الحق في أن يشترط على زوجته أن تذهب إلى بيت أهلها، فما دامت في عصمة زوجها فحق السكنى ثابت لها، ولا يسقط عنها إلا بنشوزها ونحو ذلك، ولذلك أضاف الله -عز وجل- البيوت لهن وهي إضافة سكنى، كما قال تعالى.
قال القرطبي: وهذا معنى إضافة البيوت إليهن؛ كقوله تعالى: وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ. وقوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ. فهو إضافة إسكان وليس إضافة تمليك. انتهى.
وننصح بأن يتدخل العقلاء للحيلولة دون حصول الطلاق، والغالب أن تكون عواقب الطلاق وخيمة؛ إذ يترتب عليه تشتت الأسرة وضياع الأولاد ونحو ذلك، فلا ينبغي المصير إليه إلا إذا ترجحت مصلحته.
ولا يجوز لأي من الزوجين هجر الآخر إلا لسبب مشروع، فإن لم يكن ثمة سبب مشروع فإنه يدخل في الهجر المنهي عنه شرعا، والمرخص فيه لثلاث ليال دون الزيادة عليها، وراجعي الفتوى: 116407.
وفي الختام نوصيك بالدعاء لوالديك بالخير والصلاح، فذلك نوع من برك بهما، وقربة من القربات تنالين بها الأجر والثواب الجزيل.
والله أعلم.