الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الاستخارة في الأمور مطلوبة شرعاً لورود السنة الصحيحة بذلك، لكن من آداب الاستخارة أن يتبرأ العبد من حوله وقوته وعلمه واختياره ويفوض أمره إلى العليم الخبير، ويوطن نفسه على الرضا بما يختاره له ربه جل وعلا، وعلامة ذلك انشراح الصدر للأمر، قال النووي: وينبغي أن يفعل ما ينشرح له صدره فلا ينبغي أن يعتمد على انشراح كان له فيه هوى من قبل الاستخارة، بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأساً، وإلا فلا يكون مستخيراً لله، بل لهواه، وقد يكون غير صادق في طلب الخيرة وفي التبري من العلم والقدرة وإثباتهما لله تعالى، فإذا صدق في ذلك تبرأ من الحول والقوة ومن اختياره لنفسه. هـ
وعلى هذا فإن كان أهل الفتاة قاموا بالاستخارة على الوجه الصحيح وكان مؤداها عندهم عدم انشراح صدورهم لزواج ابنتهم منك فلهم ذلك، لكن ينبغي تكرار الاستخارة ومشاورة أهل الخير في هذا الأمر، خاصة أن الرجل المتقدم إلى بنتهم على خلق ودين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
والله أعلم.