الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على المسلم إذا استؤجر على عمل معين أن يتقيد بما شرط عليه في ذلك العمل، فالمدرس إذا كلف بنوع معين من التدريس أو بمنهج معين فعليه أن يفي بما اشترط عليه من ذلك، لما روى أبو داوود والترمذي من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه سلم قال: المسلمون على شروطهم. رواه البخاري تعليقاً بلفظ: المسلمون عند شروطهم.
وبناء عليه فإن عدم تقيدك بالبرنامج المحدد في المنهج إذا كان من أجل التمهيد له بمعارف أخرى ليتمكن الطالبات من الاستفادة، وبالتالي ليستوعبن ما تقدمينه لهن فهذا حسن، ويعتبر من النصح للمسلمين المأمور به في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان سببه أنك لا ترين الفائدة في المناهج المقررة وأن ما تعلمينه أفضل منها فهذا أمر لا ينبغي أن تفعليه من تلقاء نفسك، بل تستشيرين فيه إدارة المؤسسة، فإن أذنت فيه فافعلي وإلا فلا، ولا يبرر لك هذا التجاوز أنك متمكنة من مادتك، ولا ما تصرفينه من جيبك مما لا يلزمك.
ثم إن ما ذكرته من تشعب الأسئلة مما يخرجك عن الدرس وعن موضوعه فهو أيضاً مما لا ينبغي، بل الواجب التقيد بالمقررات، وتخصيص وقت بعد كل مقرر للأسئلة ولاستكمال الاستفادة، ومع ذلك فإنا لا نرى أن تتركي الوظيفة بموجب هذه الأغلاط، ولكن أطلعي إدارة المدرسة على ما لديك من الملاحظات، واعملي بما يشيرون به عليك.
والله أعلم.