الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الدعوة إلى الله -تعالى- واجبة على عموم الأمة وجوباً كفائيًا، إن قام بها البعض سقطت مطالبة الباقين بها على سبيل الوجوب، وبقيت مستحبة في حقهم.
وإن لم يقم بها من يكفي، تعينت على كل من يستطيع من المسلمين بحسب قدرته، وقدرِ علمه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية. رواه البخاري.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى: الدَّعْوَةَ إلَى اللَّهِ تَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ؛ لَكِنَّهَا فَرْضٌ عَلَى الْكِفَايَةِ.
وَإِنَّمَا يَجِبُ عَلَى الرَّجُلِ الْمُعَيَّنِ مِنْ ذَلِكَ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إذَا لَمْ يَقُمْ بِهِ غَيْرُهُ. وَهَذَا شَأْنُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَتَبْلِيغِ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَتَعْلِيمِ الْإِيمَانِ وَالْقُرْآنِ. اهـ.
وراجع الفتوى: 29987
وطرق الدعوة متنوعة ومتعددة، ولا يلزمك سلوكُ واحدةٍ بعينها، بل الواجب سلوك أقرب الطرق التي يرجى معها هدايتهم إلى الإسلام والإيمان. فقد تكون الدعوة المباشرة هي الأمثل، وقد تكون الدعوة غير المباشرة -كما أشرت أنك تستغل بعض الحوارات الجانبية لتوضح لهم الاسلام ومزاياه- هي الأنسب.
ففهم مما سبق أنه إذا لم يوجد أحد يدعو هؤلاء إلى الإسلام غيرك، وجبت عليك دعوتهم إن كنت مستطيعاً، ولكن لا تتعين دعوتهم إلى الإسلام بشكل مباشر وصريح، ما دامت الدعوة تبلغهم على وجهها الصحيح بالطرق غير المباشرة.
ونرجو أن تطلع على هذه الفتاوى، التي أشرنا فيها إلى بعض الضوابط التي ينبغي مراعاتها: 18262، 21363، 29347، 94121.
والله أعلم.