الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعبارة: رواته ثقات، أوردها الهيثمي في مجمع الزوائد، حيث قال: رواه أحمد، ورواته ثقات. اهـ.
وقد ذكر أهل العلم أن عبارة: رواته ثقات، لا تعني تصحيح الحديث؛ لاحتمال وجود انقطاع فيه، بأن لم يسمع راو من راو آخر، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 431290.
وقد ضعّفه الشيخ الألباني، ولكن قوَّاه برواية من طريق آخر، في كتابه إرواء الغليل، حيث قال: جملة القول: إن إسناد الحديث ضعيف، وإنما يتقوّى بحديث أسامة بن زيد الذي قبله. انتهى. فهو حديث حسن، وقد حسّنه أيضًا الأرناؤوط في تخريجه لأحاديث المسند.
وهو يبيّن خطورة قطع الرحم، وأنها قد تُبطِل ثواب الأعمال الصالحة.
وهذا ليس إحباطًا للعمل كإحباط الكفر له؛ فإن الكفر يحبطه بالكلية، ولكن ما جاء في هذا الحديث فسّره أهل العلم بأنه يخشى أن ترجح كفّة سيئاته بكفّة حسناته؛ فيكون من الهالكين، وانظر الفتوى: 369880.
نسأل الله العافية، والسلامة.
والله أعلم.