الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذا اللفظ: "مش عايزك"، ونحوه، وهو بمعنى: "لا أريدك"، يعدّ من كنايات الطلاق؛ فلا يقع به الطلاق إلا مع النية، وهذا على ما ذهب إليه بعض الفقهاء.
ويرى آخرون: أنه ليس من ألفاظ الطلاق؛ فلا يقع به الطلاق مطلقًا، وراجع التفصيل في الفتوى: 250549.
وعلى كلا التقديرين؛ فإن الزوجية بينكما قائمة، والقاعدة عند الفقهاء: أن الأصل بقاء النكاح.
وما تلفّظت به من جنس الطلاق المعلّق، والأصل عدم التكرار، ما لم تكن قد قصدته.
وننبّه إلى أنه ينبغي أن يسود بين الزوجين التفاهم، والاحترام، والحِوار؛ للمحافظة على الأسرة مستقرّة، وعدم فتح باب للشيطان لتشتيت شمْل الأسرة، أو التأثير عليها بما يمكن أن يُوهِن عراها.
هذا مع العلم أن المرأة لا يجب عليها أن تطيع زوجها في كل ما يأمرها به، بل إن ذلك مقيّد بأمور النكاح وتوابعه، قال ابن نجيم الحنفي في البحر الرائق: لأن المرأة لا يجب عليها طاعة الزوج في كل ما يأمر به، إنما ذلك فيما يرجع إلى النكاح وتوابعه، خصوصًا إذا كان في أمره إضرار بها. انتهى.
وقوامة الزوج على زوجته قوامة إدارة، وتدبير لأمر البيت، كما سبق بيانه في الفتوى: 265297.
ونضيف هنا ما قاله ابن عطية في تفسيره المحرر الوجيز عند قوله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ {النساء:34}: قال ابن عباس: «تلك الدرجة إشارة إلى حضّ الرجال على حسن العشرة، والتوسّع للنساء في المال، والخُلُق»، أي: أن الأفضل ينبغي أن يتحامل على نفسه، وهذا قول حسن بارع. انتهى.
والله أعلم.