الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسال الله لك التوفيق والسداد، وأن يغنيك بحلاله عن حرامه، وأن ييسر لك أمرك؛ إنه سميع مجيب.
وأما ما سألت عنه، فجوابه: أن المعلوم عن البنوك الربوية كون وظيفتها القرض والاقتراض، أما البيع والشراء؛ فليس من اختصاصهم إلا في أضيق الحدود.
ولو فرضنا -بناء على ماذكرت في السؤال- كون البنك الذي تريد التعامل معه يملك العقار، أو سيتملكه تملكا حقيقيا قبل بيعه لك، ولن يفرض فوائد ربوية على الأقساط لو حصل تأخير فيها؛ فيرى بعض العلماء أنه لا حرج في التعامل معه حينئذ.
وأما لو كانت معاملة البنك الربوي تشتمل على محظور كاشتراطه للفوائد الربوية عند التأخر في سداد قسط من الأقساط ، أو يشترط عدم انتقال ملكية العقار إلى العميل، حتى يتم استيفاء جميع الأقساط؛ فلا يجوز التعامل معه في ذلك؛ لأن عدم انتقال ملكية العقار يتنافى مع مقتضى عقد البيع.
جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي: لا يحق للبائع الاحتفاظ بملكية المبيع بعد البيع، ولكن يجوز للبائع أن يشترط على المشتري رهن المبيع عنده لضمان حقه في استيفاء الأقساط المؤجلة.
وللفائدة انظر الفتوى: 197851.
والله أعلم.