الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان المقصود أن هذا الشخص قد قام بما يغري الآخر بالوقوع في علاقة آثمة معه، فلا شك في أنه شريك له في الإثم؛ لكونه متسببًا في ذلك.
فالمسلم منهي عن أن يعين غيره على المعصية بقول أو فعل، قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.
وروى مسلم عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا.
ولا يكون ظالما لهذا الآخر بهذا التسبب، وليس له حق عليه، بل هو من جنى على نفسه حين جاراه في هذه المعصية.
وقد أحسن هذا الشخص بتوبته إلى الله -عز وجل-، وقطع هذه العلاقة، تقبل الله توبته، ولا إثم عليه بتمادي الآخر في هذه العلاقة من طرفه، ولا فيما قد يرتكب بسبب هذا التمادي من آثام.
وراجعي الفتوى: 225634.
والله أعلم.