الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فحقّ الوالد على ولده عظيم، وطاعته في المعروف؛ واجبة. ومن حقّ الوالد على أولاده أن ينفقوا عليه إذا احتاج إلى النفقة، وأن يخدموه إذا احتاج إلى الخدمة.
أمّا إذا كان الوالد في كفاية من العيش؛ فلا يجب على أولاده الإنفاق عليه، أو الخدمة في مزرعته ما دام يقدر على استئجار من يقوم بالعمل في المزرعة، إلا أن يتبرعوا بذلك.
وعليه؛ فلا يجب عليك ترك أعمالك، ودراستك، ومصالح أسرتك، من أجل العمل في مزرعة والدك، وراجع الفتوى: 76303.
لكن عليك برّ والدك، والإحسان إليه، فإنّ برّ الوالد من أفضل القربات إلى الله.
ففي الأدب المفرد للبخاري: عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قَالَ: رِضَا الرَّبِّ فِي رِضَا الْوَالِدِ، وَسَخَطُ الرب في سخط الوالد.
وعن أبي الدرداء أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضِع هذا الباب، أو احفظه. رواه ابن ماجه والترمذي.
فاحرص على السعي في استرضائه بما تقدر عليه، ولا يضرك. وما عجزت عنه، أو كان فيه ضرر عليك؛ فاعتذر له برفق وأدب.
والله أعلم.