الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان سكنك مع الطالبات في المركز المذكور مأمونا، وكن ملتزمات بالآداب الشرعية، ولا يخشى فيه من فساد ولا فتنة؛ فلا بأس به. كما سبق بيانه في الفتوى: 57391 وما أحيل عليه فيها.
وبالنسبة لطاعة الوالدين، فلا شك أنها من آكد الواجبات، فيما لهما فيه غرض صحيح، وحيث لا يكون فيها ضرر على الولد.
وأن الأولى تقديم طاعة الأم على طاعة الأب إذا تعارض أمرهما في غرض صحيح، ولم يستطع الولد الجمع بين طاعتهما، كما سبق بيانه في الفتوى: 413239، وما أحيل عليه فيها.
ولا شك أن الأم أدرى بالبنت وأحوالها من الأب، لكن رفضها لتسجيل البنت في مركز التحفيظ، إنما كان بسبب ارتفاع رسومه، وهذا إنما يعني الأب غالبا، ولا تدفعه الأم عادة، وقد يكون في رفضها تفويت لأكثر من مصلحة على البنت.
وأما موافقة الأب -بالشروط التي ذكرنا- وإخباره لك أن تسجلي، فهو الأولى هنا -إن شاء الله تعالى- لما فيه من المصلحة، والجمع بين التحفيظ والكلية.
ولذلك، فإن عليك أن تحاولي إقناع أمك ببيان مصلحة التسجيل.
وإذا لم تقتنع فيجوز لك أن تسجلي فيه دون إذنها، ولا حرج عليك -إن شاء الله تعالى- إلا إذا بينت لك سببا، أو مصلحة لرفضها غير ما ذكرتِ.
والله أعلم.