الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الدعاء للمسلم المظلوم قد ثبت عن النبي -صلى الله عليه، وسلم-، وله ثواب عظيم، فينبغي الإكثار منه حسب الاستطاعة، لما فيه من الثواب العظيم. فقد جاء في صحيح البخاري، وغيره عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كان -النبي صلى الله عليه، وسلم- يدعو في القنوت: اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين. اهـ
والأصل أن الدعاء للمسلمين مستحب، وجعله بعض أهل العلم من باب الصدقة بغير المال، مما يؤكد على عدم الوجوب.
قال ابن رجب في جامع العلوم، والحكم: والصدقة بغير المال نوعان: أحدهما: ما فيه تعدية الإحسان إلى الخلق، فيكون صدقة عليهم، وربما كان أفضل من الصدقة بالمال، وهذا كالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فإنه دعاء إلى طاعة الله، وكف عن معاصيه، وذلك خير من النفع بالمال، وكذلك تعليم العلم النافع، وإقراء القرآن، وإزالة الأذى عن الطريق، والسعي في جلب النفع للناس، ودفع الأذى عنهم. وكذلك الدعاء للمسلمين والاستغفار لهم. اهـ
وفي شرح النووي على صحيح مسلم: وفيه الدعاء للمسلمين بالصحة وطيب بلادهم والبركة فيها وكشف الضر والشدائد عنهم، وهذا مذهب العلماء كافة. اهـ
فالدعاء للمسلمين إذا باقٍ على أصله من الاستحباب، ولا نعلم دليلا على انتقاله إلى الوجوب.
وحضور القلب من أسباب إجابة الدعاء، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى: 145821
وانظري ما يشرع للمسلم فعله نصرة لإخوانه المظلومين في الفتوى : 156045.
والله أعلم.