الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن أمك -رحمها الله- كانت وكيلة لهؤلاء الناس في دفع صدقاتهم، والوكالة تبطل بموت أيٍّ من الوكيل، أو الموكل.
وعليه؛ فقد بطلت تلك الوكالة بوفاة أمك -رحمها الله-.
قال الشيخ مرعي في الدليل: والوكالة، والشركة، والمضاربة، والمساقاة، والمزارعة، والوديعة، والجعالة: عقود جائزة من الطرفين، لكل من المتعاقدين فسخها، وتبطل كلها بموت أحدهما، وجنونه. انتهى.
وانظر الفتوى: 289384.
وما دامت أمك -رحمها الله- كانت تكتب من أعطاها، وما أعطاها، فالواجب رد تلك الأموال لأصحابها، وهم يتصرفون فيها كيفما شاؤوا، وإن شاؤوا وكلوك توكيلا مستأنفا.
وأما والدتك؛ فلا شيء عليها، وليست ذمتها متعلقة بتلك الأموال؛ لأنها ليست ديونا عليها، وإن كان الواجب عليكم المبادرة بردها إلى أصحابها؛ ليتمكنوا من صرفها في وجوهها المشروعة.
والله أعلم.