الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان الرجل شهد بما لا علم له به فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب، يدل على ذلك الحديث المتفق عليه عن أنس رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر؟ قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وشهادة الزور.
والواجب عليه التوبة وتتحقق بما يلي:
1- الإقلاع عن الذنب.
2- الندم على فعله.
3- العزم على عدم العودة إلى الذنب مطلقاً.
4- رد الحقوق التي ضاعت على أهلها بسبب هذه الشهادة ولو كلفه ذلك أن يقترض، أو طلب المسامحة منهم.
وإن كان شهد بما علمه من بعض الوجوه المعتبرة فشهادته صحيحة مثال ذلك: أن يشهد أن الدار الفلانية لفلان، ومستند شهادته أنه رآه يتصرف فيها ببناء وهدم وتأجير ودخول وخروج فهذه القرائن تدل على الملك، وإن كان لم يقم عند الشاهد اليقين بأنها أي الدار لمن هي تحت يده، نص على ما ذكرنا شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في أسنى المطالب، وعليه فلا يمكننا أن نحكم بأن هذه الشهادة صحيحة أو باطلة إلا بمعرفة التفاصيل، وانظر الفتوى رقم: 18006، والفتوى رقم: 21337، والفتوى رقم: 21857.
والله أعلم.