الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقص ريش جناح وذيل الطير للمصلحة، لا حرج فيه، ولا إثم عليك فيه، فقد ثبت في الصحيحين عن أنس -رضي الله عنه- أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير، قال: أحسبه فطيماً، وكان إذا جاء قال: يا أبا عمير، ما فعل النغير؟.
قال ابن حجر في فتح الباري في ذكر فوائد هذا الحديث: جواز إمساك الطير في القفص، ونحوه، وقص جناح الطير، إذ لا يخلو حال طير أبي عمير من واحد منهما، وأيهما كان الواقع التحق به الآخر في الحكم. اهـ.
ولا يجب عليك وضع عش للطيور، ولا إثم في منعها من التفريخ، فقد أجاز العلماء خصاء الحيوان للمصلحة مع ما فيه من تغيير خلقة الحيوان -فمن باب أولى جواز ما ذكرته في سؤالك-
جاء في المحيط البرهاني لابن مازة البخاري: وفي أضحية النوازل، في إخصاء السنور: إنه لا بأس به، إذا كان فيه منفعة، أو دفع ضرره. اهـ.
وقال ابن رشد الجد في البيان، والتحصيل: وقال مالك: في الفرس إذا كَلَبَ، وامتنع، فلا أرى بخصائه بأسًا، إذا كان على هذا الوجه. اهـ.
مع التنبيه هنا على لزوم الحذر من تعذيب الطيور، وغيرها من الحيوان، بلا سبب؛ لأنه معصية تستوجب العقاب.
والله أعلم.